أثارت تصريحات متضاربة حول جهود التهدئة في غزة جدلاً واسعًا بعد إعلان قطر تسليم مسودة "نهائية" لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، في حين نفت إسرائيل تلقي أي مقترحات من الدوحة.
تصريحات متضاربة
قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الاثنين، إن تل أبيب لم تتلق أي مسودة مقترح من قطر بخصوص اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن. في المقابل، أكد مصدر مطلع على المفاوضات أن الدوحة قد سلمت بالفعل المسودة النهائية للجانبين، مشددًا على أن هذه الخطوة جاءت بهدف إنهاء الحرب المستعرة في القطاع.
انتقادات إسرائيلية داخلية
واجهت المسودة رفضًا شديدًا من وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي وصفها بـ"الكارثة" على الأمن القومي لإسرائيل. وقال سموتريتش: "لن نكون جزءًا من اتفاق استسلام يشمل إطلاق سراح إرهابيين ووقف الحرب". وأكد على ضرورة مواصلة العمليات العسكرية حتى احتلال قطاع غزة بالكامل، معتبرًا أن السيطرة المباشرة على المساعدات الإنسانية بدلاً من حماس هو الحل الأمثل لإجبار الحركة على الاستسلام.
ملامح مسودة التهدئة
بحسب مصدر مطلع على المفاوضات، تتضمن المسودة النهائية، التي تمت مناقشتها في الدوحة، عدة نقاط رئيسية:
1. وقف شامل لإطلاق النار: يشمل وقف العمليات العسكرية من الطرفين.
2. إطلاق سراح الرهائن: تبادل يشمل الإفراج عن المدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.
3. فتح الممرات الإنسانية: تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تحت إشراف دولي.
4. إعادة إعمار غزة: البدء بخطة طويلة الأمد لإعادة بناء القطاع بتمويل دولي.
5. آليات رقابة دولية: لضمان التزام الطرفين ببنود الاتفاق.
تفاصيل الاجتماع في الدوحة
وفقًا للمصدر، جاءت الانفراجة خلال اجتماع مكثف في الدوحة بعد منتصف الليل، حضره قيادات من المخابرات الإسرائيلية، مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطري. وتركزت المناقشات على ضمانات تنفيذ الاتفاق وضمان استمراره.
رفض إسرائيلي رسمي
على الرغم من التحركات القطرية، لا يزال الموقف الإسرائيلي الرسمي ينكر أي تقدم في هذا الصدد. ويعكس هذا الرفض الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بين تيار يدفع نحو التهدئة وآخر يصر على التصعيد العسكري حتى السيطرة الكاملة على غزة.
مستقبل التهدئة
بين تأكيد قطر ونفي إسرائيل، يبقى مستقبل التهدئة في غزة مرهونًا بالتوافق الدولي والضغوط الإقليمية. فهل ستنجح الوساطة القطرية في تحقيق انفراجة تاريخية أم أن التصعيد سيظل سيد الموقف؟